Tuesday, February 26, 2008

موضوع الحضري.. وبس

السلام عليكم..

أعود بعد غياب كتير اوي اوي.. لظروف.. متضايقة..

مع اني كنت فاكرة اني اول ما اعمل مدونة مش هابطل كتابة.. لكن نعمل ايه بقى لوجع الصوابع

المهم عشان مش عايزين رغي..
انا اعلنها و أشدد انا مش بتاعة كورة يا اخوانا
و ماما قالت لي ما تتكلميش في السياسة
بس الصراحة بقى الموضوع اليومين دول زاد عن حده اوي اوي اوي
و بقى لازم اتكلم.. و اتكلم بجد
و على رأي حبيبتي اللي عمري ما قابلتها بس باحبها اوي سوسة المفروسة
احيانا الكلام بيطلع من المرارة
بس زي ما اتفقنا.. ماما قالت لي ما اتكلمش في السياسة
يبقى مش هانتكلم في الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط (حلوة اوي نشرة الجزيرة دي)
مش هانتكلم على غزة و احنا و المخطط اليهودي
و مش هانتكلم عن قضايا التوريث و خلافة
و مش هانتكلم عن النائب اللي اتمنع من حضور جلسات البرطمان عشان قال الشرطة تربحت من حملات الحج
و مش هانتكلم على قضية احمد عز (بتاع الحديد مش القمر عشان ماحدش يفهمني غلط)
و مش هانتكلم في الأوضاع الداخلية اللي بتتدهور كل يوم عن التاني
و مش هانتكلم عن أسعار الحاجة اللي غليت غليان مش طبيعي
و مش هانتكلم عن مطار قنا اللي عايزين يشيلوا عشانه تلات الاف فدان مستصلحين عشان يعملو مطار..اصل مافيش صحرا يعني
و مش هانتكلم عن نكتة طلب بتوع الشرطة لزيادة لرواتبهم و ان المفروض يتصرف لهم بدل عدم نرفزة
و مش هانتكلم عن موضوع دكاترة الجامعات اللي صدر قرار من وزير التعليم الواطي اااقصد العالي وقال مافيش زيادة و يخبطوا راسهم في الحيط
و مش هانتكلم في صاحبنا اللي بقى عنده سبعمية سنة و رايح يلف على الرؤساء يغير جو و يناقش القضايا العربية
و مش هانتكلم عن معنى ان الصحف الدنماركية تنشر تاني الرسوم المسيئة لحبيبي محمد صلى الله عليه و سلم
و مش هانقول اننا خدنا على قفانا عشان رجعنا في المقاطعة بدون ما يعتذرو رسمي و اهم بيدونا على قفانا تاني
عشان زي ما قلتلكو ماما قالت لي ما اتكلمش في السياسة
و انتو مش عارفين ماما بقى
دي لما بتزعل مني، ربنا بيعمل فيا حاجات مش حلوة

لكن انا انهاردة هاتكلم و غصب عني عن موضوع عصام الحضري

مش شايفين ان الموضوع اخد اكبر من حجمه بكتير
يا جماعة دا انا خايفة دلوقت افتح الحنفية بتاعة بيتنا الاقي اتنين محللين بيحللوا موقف الحضري

دا ساعة غزة ما حصلش كدا

انا باكتب و اقول، عصام الحضري (بيشتغل) في نادي الأهلي
مافيش وفاق بينه و بين جوزيه
جاله (عقد عمل) برة
قال لنادي الاهلي
قالوا لأ
الراجل عايز يشوف لقمة عيشه
ساب البلد و مشي

مش لوحده.. مااشي.
بس ما اخدش في جيبه فلوس البلد
ما وردلناش اكياس دم ملوثة
ما غرقش ناس في عبارة
ما منعش نعمل كوبري مع اللي جنبينا بدل الناس ما تموت في العبارات
ما احتكرش الحديد
ما غلاش الأسمنت
دا حتى ما غلاش سعر إزازة الزيت
ما عذبش حد في اقسام شرطة كروية
ما عملش فيلم خليع
الراجل سافر يشوف اكل عيشه
و يجيب له جوز ساعات
هو عمل دا صح ولا غلط، مش مشكلتنا.. هو حر

النكتة بجد بقى هو التضخيم الإعلامي غير العادي للموضوع
لا و الأهبل من كدا ان يترفع دعوى قضائية بسحب الجنسية المصرية منه

سؤال واحد بس..

هم كانو سحبوا الجنسية عن كل اللي فوق دول، و اللي قتلوا ناس برا و بحرا و جوا و حتى في بيوتهم

عشان يقولوا خدوها من الحضري..

انا ممكن افهم اننا كلنا نهتم بالكورة عشان جعانين فرح
بس
هل احنا فاضيين اوي اوي كدا ؟؟

نبيه الوحش المحامي (الفاضي ) رفع قضية و قال
وقال الوحش في دعواه "الحضري خالف القوانين التي وضعها الاتحاد المصري لكرة القدم والتي نظمت احتراف اللاعبين في الخارج ولم ينظر إلى الجماهير المصرية التي أعطت له الكثير وتركها وناديه الذي وضعه في مأزق حقيقي".وأضاف الوحش "أن ما ارتكبه اللاعب يعد خطأ فادحا في حق مصر بأكملها وليس النادي الأهلي فحسب وأنه لا يستحق أن يتجنس بجنسية البلد التي أعطته كل هذا ثم أختار أن يتركها ويهرب" مطالبا في نهاية دعواه بإسقاط الجنسية المصرية عن الحضري.

يا عم نبيه..خليك نبيه..

روح ارفع قضية على اللي سرقوا الناس و احلامهم و مستقبلهم و حتى ماضيهم و بعدين تعالى اتكلم

بذمتك يا اخي، انت لو جالك عقد احتراف في نادي مية غمر الامريكي، مش هاتروح؟؟


انا بجد مش فاهمة، حد فيكو فاهم؟؟

Wednesday, February 6, 2008

صناعة الأخبار




من يومين بس اتعلمت يعني ايه صناعة الخبر..

يعني ايه إعلام في الزمن دا
الموضوع كان ببساطة، الماتش اللي اتفرج عليه الملايين، الا و هو ماتش مصر و انجولا،

و رغم اني مش من مشجعي الكورة لا سمح الله،
بس الفكرة، اني مش كل ماتش هاتخانق في البيت عشان ما بحبش الكورة
اديني اتفرج و خلاص..
المهم
قبل المباراة في لقاءات بيعملها المراسل اللي اسمه تامر مش عارفة مين، و بينقلها للاستديو التحليلي اللي فيه المذيع اللي اسمه حمد و معاه طاهر ابو زيد و كابتن تاني مش عارفة اسمه

و طبعا انتو تحمدوا ربنا اساسا اني فاكرة اسم اي حد
المهم
العم تامر بيعمل لقاء مع الحج شوقي غريب
و شوقي بيقول كله تمام و فل الفل و التشكيلة فيها زيد و عبيد وفلان وعلان
راح الراجل تامر و قاله و محمد زيدان

قاله شوقي: محمد زيدان للأسف مصاب، لأنه في التدريب حصل له التواء في الرجل و حاولنا نعالج الإصابة و لكن ماكانش في استجابة

أن أن أن

هنا راح تامر الأهبل، مسك في الكلمة و قال لشوقي غريب اييييييه

قاله مافيش استجابة من زيدان؟؟؟؟؟

شوف الفكاكة، شوف الهبل المستحكم، شوف العبط

الراجل بيقول في اصابة و ماكانش في استجابة، تبقى استجااااااااااااابة مين يا ابن الذين انت ابنهم

المهم

شوقي قاله لأ طبعا الإصابة هي اللي ما استجابتش

قام ايه بقى الفتك التاني اللي في الاستديو اللي هو المذيع، بيلقي السؤال بلهجة استياء على طاهر ابو زيد و الكابتن اللي معاه و بيقول له ايييه

بيقولوه: كابتن هل ترى محمد زيدان تراجع او تخاذل انه يلعب هذه المبارة لصعوبتها

يااااااااااااااراجل

طب قول كلام غير دا، احنا هانستعبط ولا ايه
دا صاحبك الاهطل هو اللي قال الكلام العبيط دا يا ابني

و الراجل رد عليه في ساعتها و قال لأأأأ محمد زيدان مصاب، رجله ملوية، رجله ملووووووية

المهم طاهر قاله ايه: احنا مش عارفين هو استبعد خالص من التشكلية ولا من التشكيلة الأساسية، يمكن هو لسة في تشكيلة البدلاء..


و بعدين انا لا اعتقد ان محمد زيدان او اي من افراد الفريق المصري يتخاذل في تمثيل بلده في مثل هذه المباراة الحاسمة

قام الأخ عدنان ولا حمد ولا ابصر ايه دا قاله ما معناه خلاص بقى نشوف الموضوع بالتفصيل بعد المباراة

و فجأة يقول ايه، ان جاله تليفون من تامر،

يقوم تامر يقول ان محمد زيدان كان نازل يسخن و بعدين شالوه من التشكيلة خالص..

فطاهر ابو زيد قاله اهو يعني الراجل كان بيحاول و الإصابة منعته

راح عدنان ولا حمد دا يقوله هانشوف بعد المبارة

و بدأت المباراة و يعيني يجيبوا محمد زيدان و هو بيتكلم في الموبايل و زعلان،

و المهم الماتش عدى على خير

بعد مالماتش بقى جايبين محمد زيدان بقى نفسه يتكلم عن الموضوع


و تامر بيستعبط و بيقوله ايه،

طلعت إشاااااااااعة، واخدين بالكو من إشاعة دي،،

قال طلعت إشاعة بتقول انك تخاذلت عن المباراة
فمحمد بيقول يا عيني، اه فعلا انا جت لي تليفونات من اهلي في مصر بتقول ان المذيع بيقول اني ما استجبتش للمنتخب

انا هنا كنت هانط افط من لقلب التليفيزيون و اقوله هو دا المذيع العبيط اللي قال كدا

امسك في اضربه يا محمد

بس ما حصلش نصيب اني ادخل

المهم محمد زيدان شرح الموضوع و قال انا في التدريب رجلي اتلوت، و ما قدرتش العب


بس قبل الماتش اخدت مسكنات و ربطها كويس عشان انزل، بس ما نفعش

راح تامر بيقولوه سلامتك( يا شييييييييييييييييييخ)
الأدهى من كدا بقى ان عدنان ولا حمد ولا الكائن اللي كان بيذيع من الاستوديو التحليلي بيقول

شكرا لتامر انه عمل لنا لقاء مع محمد زيدان نفسه عشان ينفي الشائعات اللي طلعتها وسائل الإعلام

طب بذمة اهله هو في حد بينقل حصري البطولة دي غير الايه ار تي

يعني كدبوا الكدبة

و صدقوها

لا و رجعوا كذبوها،
و مصدقين ان هم بتوع الإعلام الهادف

...........................................

اهي هي دي بقى، صناعة الخبر على حق


جيب خبر، ألفه على لسان الضحية

سيب الناس شوية

و ارجع قابل الضحية،،

و حارب اللي بيطلعوا إشاعات

و عمار يا إعلامنا العربي






فين دوا الضغط بتاعي بقى؟



Monday, February 4, 2008

قصة تختلف

بسم الله الرحمن الرحيم..
لم أستشعر قبلا هذه الصعوبة فى الكتابة
.. صحيح أنى شعرت أن قبل ذلك أن كلماتي تعصاني
..لكن أن أعجز عن امتلاك كلماتي
.. هذا ما لم أشعر به قبلا
..وهو شعور ما أبشعه لمن اعتاد سيادة كلماته مثلى
..لكنى تعلمت أن أقاوم هذا الشعور
.. و كم طالت فترة المقاومة هذه المرة
..لكن فى النهاية ها أنا ذى امتطى صهوة كلماتى من جديد
. أشعر أن اللجام ثقيل فى يدى هذه المرة
.. ربما لأنى أعرف مسبقا المسؤولية الرهيبة الملقاة على عاتقى هذه المرة
..مسؤولية قصة تختلف
..تختلف عن كل ما قد كتبت
.و كل ما سأكتب
.. لأنها قصة من نسيج حى
.. لأنها قصة كتبتها نبضات قلب
.. قلب.. رحل
هذه المرة تختلف..
………………قصة..تختلف!



سحبت يدى ببطء من بين يديه الباردتين….و أخذت أتأمل ملامحه الساكنة للمرة الأخيرة..

للحظة من اللحظات شعرت بانفصال تام عن هذا العالم.. سكون رهيب غلف المكان حولى.لا أدرى كيف حملتنى أقدامى إلى خارج المكان..استندت بظهرى إلى الحائط.. أغمضت عيناى علّى أفهم. أستوعب ما حدث تواً.. شعرت بدموعى تتساقط على وجنتى..حزينة.. لا أدرى.. بل على الأحرى لا أشعرربما هى رهبة الموقف و جلاله.. ، أرى وجوها كثيرة تحملق في.. بعضها مشفق على.. و البعض يلومنى.. لكن هناك سمة مشتركة بين الوجوه جميعها.. العيون الدامعة. الحزن المسيطر على الملامحوجوه كثيرة، أذكر بعضا من ملامحها..و البعض الآخر أعرفه من خلال زياراتى.. و البعض الآخر لم أعتقد أنى سأقابله ثانية..أشعر أن لسانى ثقيل.. لا أقوَ على نطق حرف واحد.. أنا أريد فقط أن أسأل من حولى عما يجرى..أين أنا.. من أنا.. من هم.. من هو.. اللون الأسود يغلف المكان.. و الدموع تتزايدبدأ الأمر فجأة .. دون اختيار منى.. و كما بدأ انتهى.. و ما بين بدايته و نهايته زمن لا يتعدى اليوم الواحد.. و ما بين بدايته و نهايته .. انقلبت لدى كل الموازين

!فالبداية كانت..دقات متتالية قلقة على باب البيت.. فى الواحدة بعد منتصف الليل.. إنه خالى، قادم من البلد لتوه.. استقبلته أمى بقلق، فهو لم يعتد زيارتنا فى مثل هذا الوقت..سألنى خالى أن أذهب معه للبلد الآن.. رجته أمى أن ينتظر حتى الصباح.. و استنكرت أنا ذلك بدورى.. و رفضت أن أذهب دون علم ماهية هذه الأحداث المريبة..فشرح بإيجاز.. أن عمى الكبير مريض جدا.. و يريد أن يرانى.. و بعد الربع ساعة كنت أنا و خالى فى السيارة متوجهين إلى البلد..و خلال الطريق.. ساد صمت مطبق بيننا.. إلى أن سألنى خالى.. علياء.. ماذا يربط بينك و بين عبد الرحمن.؟سألت دهشة.. عبد الرحمن من؟قال.. بلهجة توحى بالتشكيك فى سؤالى..عبد الرحمن أخو زوجتى..قلت له.. أنا لم أره فى حياتى الا مرات معدودات يا خال. لكن. ما مناسبة السؤال؟صمت كأن لم يسمعنى.. فكررت السؤال. خالى لماذا تسأل..نظرت إليه فإذا بعينيه مغرورقتان بالدمع.. فسألته.. ماذا هناك بالضبط يا خالى..فكان ما قال بحق أغرب من أن أصدقه لو أنى سمعته يروى على لسان أى أحد..كان ما قاله..أغرب من الخيال.. كان.. لا ينتمى إلى هذا العصر بكل الأحوال….قال.. قال..أن عبد الرحمن يذوب فى عشقا.. فصرت أنا حلمه . صرت أنا كل ما له فى الدنيا.. صارت أحلامى و آمالى جل ما يبتغيه فى دنياه.. كان يعيش و يحقق نجاحاته ليقترب منى و يقرب المسافة بيننا..غمغمت.. أنا؟.؟قال لى نعم.. حتى أنه بدأ يدر س الثانوية العامة من جديد ليلتحق بالجامعة.. حتى يليق بك عندما تنهين دراستك.. ظننا جميعا أنكما على اتصال.. لكنه كان ينفى ذلك .. و يقول انه لن يفاتحك الا بعدما يحقق ما يجعله فارسا لأحلامك.كررت.. أنا.. ؟؟ لكن كيف؟شعرت ساعتها أنى أحلم و أن أحد ما سيوقظنى بعد قليل.. أو أن أحدا ما سيأتى و يقول.. كنا نمزح معك..كل ما كان خالى يتفوه به لم يكن له أى صلة بالواقع..فعبد الرحمن الذى يتحدث عنه خالى.. أنا لم أره فى حياتى الا أربع أو خمس مرات..كان هو ذاك الفتى الريفى الحيي الكريم.. مثال للفتى الريفى الهادئ الملامح و الطباع .. كنت أراه فى بعض زياراتنا لخالى.. و لم أتحدث معه.. الا فيما ندر..كنا نتجول فى الحقل مرة.. فتجاذبنا أطراف الحديث كسرا للملل.. يا الهى.. ماذا يحدث لى.. يعشقنى أنا.. لماذا.. أنا لست باهرة الحسن ولا فريدة عصرى.. انا فتاة عادية.. أحمل أبسط الأحلام..قلت لخالى و كأنى افيق من سبات عميق.. مهلا خالى.. هل لهذا علاقة بذهابنا للبلد الآن..؟قال.عمك بخير.. لكن عبد الرحمن أصيب فى حادث سيارة.. .. و كل ما يطلبه فى أحلك لحظات ألمه.. أن يراك..قلت مستنكرة.. لابد أنك تمزح.. لا ذنب لى أنه أحبنى.. أنا لا استطيع أن أبادله المشاعر فقط لكونه يطلبنى و هو يتألم.. لا أحد يحب أحد شفقة يا خالى..اكتسى وجهه بحزن عجيب.. و قال..ربنا يستر!و لم ينبس ببنت شفة إلى أن وصلنا إلى مستشفى المركز..شعرت بهيبة غريبة تكلل المكان و أنا أخطو فيه.. قابلتنى زوجة خالى باكية. قالت الحمد لله أنكما وصلتما.. و رجتنى. علياء.. استحلفك بالله أن تكونى رقيقة معه. أمنحيه شيء من الحب يا ابنتى أرجوكما بال هؤلاء الناس.. الحب ليس كلمة أقولها فتكون.. انها مشاعر ايها البشر.. كيف تريدوننى أن أخدعه.. أنا لا أكرهه. لكن أكون كاذبة اذا ادعيت الحب.. لابد أن أغادر هذا المكان.. فاعصاببى لم تعتد تحتمل كل هذه النظرات.. كلهم ينظرون إلى و كأنى أنا دواؤه الشافى.. كدت أصرح بكل ما كان يجول بخاطرى.. إلا أننى لم أستطع.. لم اتفوه بكلمة..دخلت إليه فى غرفة العناية المركزة..كانت أمه تحتضن كفه كمن تمنعه من الموت.. نعم.. كانت تخاف ان تترك يده فيترك هو الدنيا.. من الواضح أن إصاباته بالغة.. فكل هذا الكم من الأجهزة و المحاليل و الأنابيب.. لا يكون الا لإصابات بالغة بحق..نظرت إلى جسده المسجى فى صمت.. كان غائبا عن الوعى.. نظرت لى أمه. شعرت أن نظرتها تستجدينى عطفا على ابنها..همست له بضراعة.. انها هنا يا عبد الرحمن أفق.. أفق بالله عليك.. لقد جاءتك..تأملته من جديد..إنه لا يستحق عطفا.. إنه جدير بأن تقع فى عشقه أحلى البنات.. لكن.. لا أدرى.. لابد أن يأتى أحدهم ليوقظنى.. فالحلم طال هذه المرة.. لم اعد أحب هذا الحلم.. فليوقظنى أحد بالله عليكم….لا أدرى كم مر من الوقت و أنا جالسة على كرسى بجوار والدته.. حاولت التخفيف عنها.. لكننى فقدت القدرة على النطق.. حتى هى لم تتفوه كثيرا.. إلى أن فتح هو عينيه.. فقامت امه من على مقعدها لكى أجلس مكانها..بدأ هو بالتطلع فيمن حوله..إلى أن وقعت عيناه على..ساعتها انتفضت من أعماقى.. فتلك النظرة الرائعة التى رفنى بها.. و تلك الابتسامة الفريدة التى ارتسمت على شفتيه..يا الهى.. ابتسامته تلك.. لا أدرى كيف أصفها..ابتسامة أضاءت وجهه كله نورا,, مددت له يدى.. احتضنها بيده..و ازدادت ابتسامته نورا ملائكيا.. ثم صارت نظرته جامدة..خبى بريق ما قيها.. بريق الحياة..أسبل أخوه عينيه و هو ينطق بالشهادتين.. لكن ابتسامته.. يا الهى لا أظن أنها ستفارقنى أبدا..علياء.. علياء.. علياء كلمينى.. علياء.. ابنتى تحدثى.. ابكى يا علياء.. لكن بالله عليك لا تصمتىاخذت أحملق فى خالى..بدأت أسمع الأصوات حولى..يا الهى.. أمه تستجديه أن يعود.. فحلمه هنا.. حلمه ..أناحلم ابنها أمامها و ابنها نفسه مات..فليوقظنى أحدكم.. متى سأستيقظالنحيب يتعالى.. يكاد يصم آذانى.علياء.. اجيبينى.. - هه خالى.. أريد العودة الآن...أوصلنى خالى الأصغر.. لم يزل يجتاحنى ذلك الشعور أنى سأستيقظابتسامته لم تزل تجتاحنى..برودة غريبة تسري فى أوصالى..ترى متى سأستيقظ..قرأت قصصا خيالية كثيرة.. لكن .. هذه القصة بحق … تختلفترى متى سأستيقظ!!
تمت