Monday, December 1, 2008

قديسة المطر


ذات مطـر..


جلست و طيفه على مائدة الحلم..


نتبادل الصمت...


سرمدي طيفه،


أبدي ألمه،


أزلي صمته..


يسكن خلايا الروح..


متشعب في الأنفاس..


غامض حتى السحر..


عاشق حتى الجنون..


مخلص حتى المجون..


صارخ حتى السكون..


بين أهدابه تسكن الدنيا..


على شفتيه يموت العشق..




على مسافة قبلة من عينيه..


تظل هناك دموع أسيرة الشوق..


و أظل أنا..


أشعل روحي شمعات لأتعبد في المحراب..


صبأت كثيرا عن ملته في العشق..


كان كزوربا ..


يحترف رقصة الألم..


و أعشق تقبيل التراب المروي بدموعه..


ذات بكاء،


نظرت لنفسي في المرآة..


أظل أتأمل الدموع في عينيّ


كنت قديسة البكاء..


أحترف النحيب..


أحترف الصمت..


أحترف الألم..


اختصارا..


أحترف العشق الأحمق.




ذات اشتهاء،


وقفت في الشرفة..


أتنفس العاصفة..


أعيش الغضب


استحم بماء المطر..


اغتسل من ذنوب كل البشر،


أرتعد


أنزل في الطرقات


أرقص بجنون


آمنت كزوربا دوما أن الرقص عبادة..




ذات ثورة،


أتحسس سجني الجسدي..


أتألم أن لي حدود


أعتصر ألم القيود..


آلاف العيون ترمق رقصتي تحت المطر..


لماذا لا يرقصون


قد يكون شيئا من جنون..


أو يكون


هم الصابئون!




ذات لمسة،


همست على استحياء..


أو إدّعاء..


أو سمها كيف تشاء


همستُ.. أني لست قديسة..


و أني لست مارية..


أنا امرأة تحمل بين جنباتها كل الجنون..


و المجون


و كل السحر..


و كل كل القيود..


و الحدود




مع الرعد صرخت أه..


تهز الدنيا..


لا تتعدى حدود الشفاه!




في غمرة المطر..


جثوت أمامه..


أسفح مشاعري قرابين تحت قدميه


أشم رائحة الطين..


و ملايين القرابين..


أتوسل أن امنحني كل الحب


بكل الجنون، و الهمجية..


و الوحشية


و الحرية..




آلاف العيون تحملق..


لماذا لا يرقصون، هم الصابئون


و كيف يطأون على الأرض


ببربرية


ألا يعلمون أنهم يدوسون على القرابين..


و دموع القديسات!




ذات برق..


و في لمحة


رحل الطيف بجمود..


أتحسس خطاه..


كيف أغتال قرابيني؟!


عطره في الطين يسامرني


أنهال دمعا..ً


كان طيفاً..


الناس تنظر بوحشية،


يطأون قرابيني المقدسة


أتألم..


أُبعد أقدامهم عن الأرض


فيها قرابيني و دموعي و آمالي


يسيرون ولا ينظرون


لماذا لا يرقصون


لم يروه مثلي لم يعشقوه


لم يحملوا ذرية أحلامه بين ضلوعهم في الأحشاء


أصرخ ألما..


يضيء البرق


لم يعد هو


عبقه ، عطره،


قرابين مقدمة إليه


رحل..


ساعة بلا عقارب ترمقني،


انتهى الوقت


حان الموت




مزقت بيدي شراييني


توقف عن الرقص يا زوربا..


فما عدت أقوى على الرقص..


أنزف حبراً


وهنت قواي


قيد يتكسر تلو قيد


ارقص يا زوربا


عانقني رقصاً


أقدم قرباني الأخير


أعشق القرابين الحمراء..


هم لا يرقصون.. هم الصابئون


ارقص يا زوربا


رقصة الألم السماوية


الأخيرة


كسرت قيودي


عانقني بوحشية


بهمجية


الساعة تشير..


فات الوقت


حان الموت


حانت رقصة الحرية الأخيرة..


تحت المطر!



No comments: