Thursday, July 17, 2008

عبث



بعيداً عن كل ترهات الفلسفات و علم النفس
أشعر اليوم بوعكة نفسية
شيء ما.. يقبع في أعلى الجهة العلوية من جسدي
يؤلمني


قبضة ما.. باردة الأطراف
تصر أن تمنع عن رئتي نسمة هواء
و على الرغم من ذلك..
لا أختنق
...


استجدي دموعاً اشتهرت بها في مثل تلك المواقف
لكن يبدو أن آخر دفعة من دموع قد نفدت مني
في شجار ما
مع شخص ما
لسبب اجهله
....
أشعر بحاجتي لأن أدخن
ضاربة بعرض الحائط تلك الأفكار
عن الفتاة التي تحمل بين أصابعها سيجارة
و تنفث من بين شفتيها دخانها
على مهل..
لن أتمهل
و لن اتسرع في حكمي على الأشياء بعد ذلك
فقد لا تهبك الحياة فرصة لتقرأ كتاباً جديداً
تعرف منه أن ما حكمت به
لم يكن له بالصحة أي صلة


....
لماذا لا يمكننا أن نحيا قبل النزول إلى القبر
في مرة لا تتكرر في العمر مرتين
..
في جنازتي الأخيرة
كدت أقوم من نعشي
لأمسح الدموع عن وجوه من أحبوني
لكن الأمر لم يكن يستحق ذاك العناء
و لم ينتبه أحد إلى التاريخ المكتوب في الدعوة
فسافر كل منهم إلى وجهة ما
و لم يبق أحد ليبكي علي
و خطوط الهاتف كلها معطلة
لذا لم أتمكن من الاتصال به
لأخبره

أشعر بالبرد
أحاول أن ارتشف شيئاً من أشعة الشمس
تقول الأرصاد الجوية
أن صيف هذا العام شديد الحرارة
و قد لا يجد الناس بد من أخذ إجازة
ليقبعوا في منازلهم
تحت نسمات مكيفات الهواء

انا سأذهب إلى الأسكندرية
لأنه في تلك الحالة لابد أن تذهب إلى البحر
و ربما هناك تكتمل تلك الصورة الرومانسية
لفتاة تمشي حافية على شاطيء البحر
و ترفع شيئا من ثوبها المبتل
خوفاً عليه من المياه
و على استحياء ترفعه أكثر مما ينبغي
ليظهر بياض قدمها
آملة أنه ينظر إليها من بعيد
...لتنظر بشرود إلى البحر
مصطنعة أنها ترمي هناك همومها..
و الأمر في حقيقته ليس كذلك
إنها تحاول أن تعد أشعة الشمس قبل غروبها
لأنها قد تراهنت مع أختها الصغرى
أن الشمس لا أشعة لها
إلا شعاع واحد
رحل منذ أزمان سحيقة.
....
هي لا تحب البحر حقا
أو تحبه و هي لا تدري
لكنها كلما ذهبت إلى هناك
وجدته يرسم لوحة بيضاء
..
أحتاج لكثير من الرقص
إلى أن أدب بأقدامي على الأرض
لأدفن فيها كل ذاك الألم
في أعلى الناحية اليسرى من جسدي
......
صرت أحترف الألم
كما أحترف العزف على القيثارة
رغم ذلك فقد فقدت قدرتي البكاء
....
قد أصاب يوماً بمرض عضال
لتكتمل الصورة المآساوية
و ليشفق علي كل من حولي
و لأثبت لهم
أني قوية الإيمان
.....
يجب أن ابدأ بكتابة مذكراتي
ليندم الجميع عندما أموت و يكتشفون كم كنت أحبهم
لكني لن أكون صادقة
سأكون مثالية
لدرجة الوفاء
لكل من خنتهم من الرجال
و سأضع تلك المذكرات على مكتبي
عله يتسلل يوماً
و أنا نائمة
و يقرأ تلك الصفحة
التي ينبغي أن تكون الأخيرة دوماً
ليعلم أنني
أحبه
ليأتي و يقبل رأسي و يعترف لي
أنه لا يعشق امرأة في الدنيا سواي
قبل أن تدق الساعة المنبهة و أستيقظ
رغم أني قد اغط في النوم
فإن تلك الجهة العلوية من يسار جسدي لازالت تؤلمني

7 comments:

Migo Mishmish said...

ايه الكلام الجامد ده يا نيرو
انا اصلي ملياش في الادب - الشعر والنثر وكدة مش الادب التاني - وفعلاً مش عارفه اقولك ايه كلامك حلو قوي ورتب وليه معنى
كان نفسي اعرف اكتب كدة. الواد ميجو لما يجب يغلس عليها يكتب قصيدة وينشرها مببقاش عارفه ارد عليه ازاي
جميل فعلاً هو والبوست اللي قابله. ارجو بس ما يكونش تعليقي زي تعليقات الناس بتوع التليفزيون : ايه الحلاوة ديه ايه الجمال ده عظمة على عظمة يا ست
:-)
وبخصوص اللي طلبتيه مني
انا جبت نمرة الراجل المسئول عن الست اللي انا كاتبه عنها في البوست الاخير
حاولي تبعتلي ايميل ولو حتى على ايميل المدونة بتاعي اللي هو
migomishmish@gamil.com
ابعتلي ايميل منك وانا ابعتلك فيه كل اللي انتي محتاجه وكلمي الراجل وشوفي تقدري تساعديها ازاي
love,
MishMish

Anonymous said...

أحتاج لكثير من الرقص
إلى أن أدب بأقدامي على الأرض
لأدفن فيها كل ذاك الألم

أفندينا said...

بصراحه مش لاقي أي كلام أقدر أعلق بيه ... يمكن لأني حالياٌ تنتابني حالة حزن وهذا الكلام ذودها علي مش عارف ليه....
كل إللي أقدر أقوله مقطع لجمال الغيطاني عاجبني من زمان ....

أمنيتي المستحيلة ... أن أمنح فرصة أخرى للعيش ... أن أولد من جديد لكن في ظروف مغايرة ... أجئ مزوداٌ بتلك المعارف التي أكتسبتها من وجودي الأول الموشك على النفاذ ... أولد وأنا أعلم أن تلك النار تلسع ... وهذا الماء يغرق فيه من لا يتقن العوم ... وتلك النظرة تعني الود ، وتلك التحذير ، وتلك تنبئ عن ضغينة ... كم من أوقات أنفقتها لأدرك البديهيات ... وما زلت أتهجى بعض مفردات الأبجدية

خالص الود والتحيةo

نيران said...

أنا جيت..

ميجو..تسلمي على الكلام الجميل..
و صدقيني مجرد إحساسك بالكلمات يعني لي الكثير..
تسلمي يا قمر

بالنسبة للموضوع التاتي هابعت لك الايميل :)


غير معرف
و أنا كمان :)

أفندينا
ما تقوليش حالة الحزن دي عشان موضوع الزمالك.. ما قلنا المرة الجاية هاتكون احسن معاليك :)

على فكرة.. اوعى تخلي الحزن ياخد جزء من حياتك بدون اذنك..


انا باحب جمال الغيطاني..:)

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

في جنازتي الأخيرة
كدت أقوم من نعشي
لأمسح الدموع عن وجوه من أحبوني

لكن الأمر لم يكن يستحق ذاك العناء
و لم ينتبه أحد إلى التاريخ المكتوب في الدعوة
فسافر كل منهم إلى وجهة ما
و لم يبق أحد ليبكي علي

و خطوط الهاتف كلها معطلة
لذا لم أتمكن من الاتصال به
لأخبره
---------------------------------

حقيقية لم اتوقع ان ارتشف مع قهوتى الصباحية كل ذالك الكم من الابداع...

بعميقة للغاية بحق..

ذو النون المصري said...

جميل جدا
اتمني لك التوفيق
تحياتي

Anonymous said...

بجد مش قادره اوصفلك مدي احساسي باكلام ده
حسيت انه دخل جاويا
بيلمسني
بيعبر عني
قريب مني
قد ايه كلام اكتر من رائع
ما قدرش اقول عليه غير
انه كلام من القلب للقلب
ربنا يذيدك
وتكتبيلنا كمان وكمان